الأربعاء، 22 أبريل 2020

المآذن والزقورات ..علاقة وتأصيل.

تنوعت المآذن في مختلف البلاد الإسلامية تنوعا كبيرا. وقد اصاب هذا التنوع نواحي المآذن الشكلية واسلوب زخرفتها وزينتها. وصار هذا التنوع من الشده بحيث يصعب ان نجد منارتين متماثلتين من ناحية التصميم والهندسة. وذلك يعود لتاريخ المنطقة التي تحيط بهذه المئذنة و جغرافيا الارض والتراث الخاص بالمنطقة.
و لكنها جميعها التزمت بوظيفتها الأساسية  وهي ان يرتفع فوقها اسم الله جل وعلا. 6حيث يدعو المؤذن من اعلاها المصلين الى الصلاة في اوقاتها المعينة.
 يرجع بعض المؤرخين اشتقاق المآذن بشكلها الحالي من شكل الأسطوانة التي كان يقف فوقها المؤذن بلال الحبشي في المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة ،امام المستشرقون المتعصبون فيرجعون ان اشتقاق المآذن الى اشكال الابراج  السورية المعروفة في كنائسها القديمة أو الى اشكال الفنارات التي كانت تقام في الثغور.
 والحقيقة ان الامويين كانوا قد اتخذوا المآذن لأول مره في دمشق حين اذن المؤذن للصلاة من اعلى الابراج القائمة في زوايا جدران كنيسه يوحنا الدمشقي. وقد اتخذوا البرجين المربعين الواقعين على جانبي جدار القبلة مآذن للمسجد الاموي. الاّ أن الوليد بن عبد الملك لم يكتفي بذلك فشيد في سنه ٧٠٥ ميلادية مأذنةً بطراز يختلف عن طراز الابراج الكنائسية وجعلها في وسط الجدار الشمالية للمسجد وهي اجمل مأذنة انشئت في بلاد الشام وصار يطلق عليها اسم العروسة ثم اخذ هذا الطراز ينتشر في الحجاز وشمال افريقيا و حتى وصل الى الاندلس مع شيء قليل من التغيير في التصميم والزخرفة.
 اما في العراق فلم تبقي عوادي الزمن على اي نموذج للمآذن القديمة التي توجد في المساجد التي ترجع الى عهد الخلفاء الراشدين أو عهد الاموين الا بعض المنائر التي ادخلت عليها تغييرات عمرانية عديدة .
وفي العصر العباسي الاول كان لمسجد الجامع الكبير في مدينه المنصور دار السلام المدينة المنورة مئذنة ، ولكن لا يمكن معرفة شكلها بعد ان زالت مع اغلب معالم هذه المدينة العظيمة من الوجود.
 إلا أن الدكتور مصطفى جواد وزميله الدكتور احمد سوسه تمكنا من تعيين موضع هذه المأذنة بالاستناد الى ما ذكره الخطيب البغدادي عن دفن عبد الله بن دوست المحدث الفقيه المالكي بعد وفاته سنه 407 هجريه،  في جدار جامع مدينه المنصور الواقعة في زاويه الجامع الغربية - الشمالية بالقرب من (باب الشام) أحد ابواب المدينة المدورة
ملوية جامع سامراء:
 عندما نقل المعتصم بن هارون الرشيد (733- 842 ميلادية) مقر الخلافة من بغداد الى المدينة الجديدة التي اسسها ( سامراء) سنه 221 هجريه/ 136 ميلادية)حيث  بنا فيها جامعاً كبيراً وقد توسعت هذه المدينة في زمن ابنه الواثق (٨٤١-٨٤٦ م ) ووصلت الى اوج عظمتها في زمن المتوكل(٨٤٦- ٨٦١ م ) حيث شيد فيها القصور وارتفع البناء حتى صار يتغنى فيها الشعراء و قال ابن الجهم في وصف احد قصورها:
 بدائعٌ لم ترها  فارس    ولا الروم في طول اعمارها
صحون تسافر فيها العيون   اذا ما تحلت لأبصارها.
وعندما ضاق الجامع الكبير الذي بناه المعتصم بالمصليين اعاده بنائه المتوكل حيث تم البدء في البناء سنه 949 هجريه ميلاديه. 649. ميلاديه وتم الانتهاء من العمل سنة ١٥٣ميلادية وبهذا التوسع صار يكفي لأكثر من 100 الف مصل. وقد رفع لهذا الجامع منارة ملوية ليعلو منها اصوات المؤذنين الى مسافات بعيده. وجعل شكلها مخروطياً يقوم فوق قاعده مربعه و يدور على المخروط الحلزوني عند مركز اوسط الجانب الجنوبي مرقاة. دورانها عكس دوران عقرب الساعة حتى تتم خمسه دورات، وكلما صعدنا الى الاعلى تزداد  شده انحدار المرقى الى ان يصل الى باب في القمه يؤدي الى داخل بناء اسطواني الشكل يسميه العامة (الجاون) حيث يبلغ قطر هذه الاسطوانة ستة امتار ومثلها ارتفاعها.
ان هذه الاسطوانة محلاة من الخارج بثمانية محاريب ذات عقود مدببة ،يوجد في أحدها باباً بعد فتحة ومن هذا الباب يبدأ الصاعد في الصعود على سلم شديد الانحدار يبدأ مستقيماً ثم يصير حلزونيا وفي نهايته قمه المؤذن التي ترتفع عن سطح الارض بمقدار ٥٣ متراً.
 وقد عثر العالم الالماني (هيرزفلد) على اكثر من ثمانية حفر في محيط الأسطوانة واعتقد انها لتثبيت 8 اعمده خشبيه تحمل سقيفه او قبه على هذا الموضوع الاعلى من المنارة.

بنى المتوكل شمال سامراء مدينة سماها المتوكلية او الجعفرية وشيد فيها جامعاً كبيراً (جامع ابي دلف)  وجعل لهذا الجامع مئذنة شبيهة بالملوية ولكنها أصغر حجماً، طول كل ضلع من اضلاع قاعدتها المربعة يختلف عن الاضلاع الاخرى.
فالضلعين الجنوبي والشمالي ١٠،٨٧ متراً. والشرقي والغربي ١٠،٦٠ متراً ،وارتفاع القاعدة ٢،٧٠ متراً ، وفي وجه هذه القاعدة محاريب ايضا عددها ثلاثة عشر محراباً في كل ضلع ، ما عدا الضلع الجنوبي الذي فيه عشرة محاريب.
وفوق القاعدة يرتفع القسم الحلزوني، وتدور المرقاة حوله ثلاث دورات عكس عقارب الساعة حتى يصل الى القمة التي ترتفع عن سطح الارض بمقدار 19 مترا.
واذا اردنا التحدث عن اساس الملوية فأن هناك البعض يرجع الى انها محورة من أصل الزقورة السومرية القديمة والتي كانت في معابد وادي الرافدين والتي كان الهدف منها تقديم طقوس العبادة الوثنية أنذاك .
بعد ان استعرضنا مواصفات ملويه سامراء. في الجامع الكبير ومثيلاتها لابد لنا من بيان مواصفات احدى الزقورات في بلاد ما بين النهرين لنجد في ما اذا كان هناك اي تشابه او اشتقاق للطراز المعماري للملوية  من بناء الزقورة.
 المعروف ان الزقورة هي برج مدرج انشأها السومريون والاشوريون والبابليون كلٌ في حقبته وزمنه ، وانتقل طراز بنائها الى عيلام في ايران حيث وجدت هناك نماذج مشابهة تعود لحقب تاريخية متأخرة.
 أنشأت الزقورات في البدء بشكل معبد قائم على مصطبة واحدة عالية كما نشاهد في معبد القير( الالف الرابع قبل الميلاد عصر الشبيه بالكتابي) ثم ارتفع المعبد على ثلاث مصاطب واكثر في المدن القديمة الاخرى حتى بلغ عدد المساطب الى سبعة في بابل، وقد جرى هذا التطور في بناء الزقورات خلال الف عامٍ أو اكثر.
لا شك أن حضارة وادي الرافدين قد وضعت أسسها ونمت و تطورت منذ عصور ما قبل التاريخ وأن اقدم المباني العامة التي تركزت حولها أولى المستوطنات في السهل الرسوبي كانت المعابد التي استمر تطورها سعة وشكلاً وعددا في الادوار التاريخية التالية .
وكانت المعابد بيوت الإلهة ومساكنها الا أن الألهة كانت متفاوتة في اقدارها ودرجاتها ومنزلة  عبادتها وتقديسها. فالألهة القليلة الشأن لم يخصص لعبادتها سوى مزاٍ صغير قد يقام في احدى الطرق او في غرفه في بيت من بيوت السكنى.
و هنالك آلهة محليه بعبادتها وتقديسها مدينة من المدن المختلفة. فأله المدينة هو حاميها وشفيعها وقد شيد في كل مدينة معبد كبير لألهها.

اما الألهة العظام فهم الذين عمت عبادتها وتقديسها جميعا القطر ولم تقتصر على مدينة واحدة ومن هذه الالهة (مردوخ) اله بابل عندما عظم  شأن هذه المدينة و اصبحت عاصمة امبراطورية في عهد ملكها الشهير حمورابي(١٧٩٢-١٧٥٠ ق.م).
من ابرز مواصفات الزقورة واكثرها حفاظاً على شكلها لاسيما بعد الصيانة التي أجرتها مؤسسة الاثار القديمة، لقد ازدهرت مدينه اور في زمن سلاله أور الثالثة التي دام حكمها زهاء قرن واحد( 2112 الى 2004 قبل الميلاد). واشتهر من ملوكها (أور- نمو ) الذي وجه نشاطها بالدرجة الأولى الى إعمار معبد اله القمر نانا. و زقورته.
ان هذه الزقورة تعاصر في الزمن زقورة الوركاء و زقورة أريدو وكذلك زقورة نفر وقد امتازت بوجه خاص في كونها مؤلفة في الاصل من ثلاث طبقات يطلق على هذه الزقورة اسم( اي – تمن - ني – كور). وقد استغرق تشيدها ثمان سنوات ؛ بنيت على انقاض زقوره اقدم منها وجعل الهيكل الداخلي من آجر اللبن. وأحيط هذا الهيكل من الخارج بجدار من الاجر المشوي سمكه 8 اقدام مبنى بمونه القير. ومن هنا جاءت تسميه الموقع بالمقيّر. 
ان الطبقة السفلى من الزقورة مستطيله الشكل ابعادها 200 في 150 قدم وارتفاعها عن الارض ١١مترا وقياس الطبقة الثانية ٣٦ مترا. وارتفاعها ٦ امتار. وبقايا الطبقة الثالثة 20 في واحد متر. ولم يبقى من ارتفاعها الاصلي سوى ثلاثة امتار. وكان المعبد العالي قائما فوق الطبقة الثالثة ومن الثابت ان البرج هذا قد قام بتجديده ملوك متأخرين، اخرهم ( نبونيدس) أخر ملوك الدولة البابلية الحديثة وقد رفعه الى سبع طبقات.
 ويلاحظ في الوجه الشمال الشرقي من البرج السلالم الثلاثة التي كان يرقي بها الصاعد الى أعلى البرج ، واحد في الوسط واثنان جانبين يتصلان بالسلم الاوسط في الاعلى. وقد قامت مديريه الاثار قديما بتجديد الغلاف الخارجي للجدران واعاده بناء السلالم.
ان ما يلفت النظر في سطوح اوجه الجدران الخارجية للزقورة التحدب والانتفاخ اليسير فيها والذي يطلق عليه( Entasis) في الفن المعماري, وهذا التحدب وظيفته التغلب على خداع البصر والذي بدونه تبدا الجدران مقعره لو انها شيدت مستويه السطح اي شاقولية تماما.
 ان خاصيه التحدب في الجدران العالية وفي الأعمدة الشاهقة تميزت بها الابنية اليونانية بعد عده قرون من معرفة ابناء الرافدين لها ،ويلاحظ  ذلك جليا في معبد البارثينون في اليونان ، وهنا نجد ان المعماري العراقي قد أوجد قواعد في غاية الخطورة منذ اكثر من ثلاث وعشرين قرناً قبل الميلاد.
 اما الشيء الأخر الذين نلاحظه في بناء الزقورة فهو وضع السلام الصاعدة الى الأعلى بحيث تدفع بقصر الناظر اليها باتجاه القمه التي يرتفع فوقها معبد أله المدينة..
لقد دلت بعض القطع الآجرية المزججة والتي عثر عليها بين أنقاض الزقورة على أن الجدران كانت مكسية بالآجر المزجج وبألوان مختلفة، ويتعقد عالم الآثار السير ليونارد وولي أن الطبقة السفلى كانت سوداء، والطبقة التي تعلوها كانت حمراء والطبقة الثالثة كانت زرقاء، أما المعبد الشامخ فقد كان مغطى بقبة عليها طبقة  من المعدن البراق .
٠وهذه الألوان لها معناها الخاص والتي يفسرها ( وولي)  بكون اللون الأسود يمثل العالم السفلي أما اللون الأحمر فهو للعالم الخارجي المنير ، والأزرق رمز عالم السماء أما المعدن البراق فيرمز للشمس الساطعة.
والشيء الأخر الذي يلفت النظر في شكل الجدران الخارجية للزقورة هو عدم استوائها، بل أنها مكونة من طلعات وخرجات ، وهو الأسلوب المتبع في بناء المعابد في بلاد الرافدين ، والتي لها دورها الفعال في لعبة الظل والضوء نتيجة اشعة الشمس التي تتميز بها بلاد الرافدين حيث تعكس ظلالها على تلك الجدران فتعطيها منظرا جميلا . 
الملوية و كما بينا عبارة عن جسم حلزوني اقرب للمخروط بينما الزقورة جسم مكون من عده مصطبات يعلو بعضها فوق بعض ويظهر هذا الحجم كلما صعدنا الى الاعلى.

ثم ان الملوية تنتهي بجسم اسطواني على سطحه الأعلى يقف المؤذن بينما نجد في اعلى الزقورة مساحه كبيره يقوم عليها بناء معبد او بيت اله المدينة ،اما الصعود الى أعلى الملوية فيتم
 بواسطة مرقاة تدور حول الجسم الحلزوني دورات معاكسه لعقرب الساعة، في حين أن  سلالم الزقورة تصعد الى الاعلى باتجاه مستقيم ولا تدور حول المصطبات.

من اول  الدعاة بان طراز الملوية يماثل اسلوب الزقورة هو العالم الالماني (هرز فيلد) الذي تراس البعثة الألمانية التي قامت بالتنقيب في اطلال سامراء من سنه ١٩١١ حتى قيام الحرب العالمية الاولى.
ومن هذا فهو ينكر على من يقول باشتقاقها من الزقورة مباشرة ولكنه صار يعزي الاشتقاق الى ابراج النار التي يطلق عليها اسم كور (  CUR) وهناك واحدة منها قربه فيروز آباد في ايران وهذه الابراج ليست مخروطية كالملوية ، بل بشكل مكعبات تبرم حول نفسها وتظهر كلما ارتفعت الى ان تصل الى القمه حيث يكون مشعل النار فيها والسلام تدور حولها من الخارج ولكن هذه السلالم مغطاه بقبة وليست مكشوفة كالسلالم الموجودة في الملوية. لذلك فمن جميع الوجوه فأن هذه الأبراج غير مماثلة للملوية ولا يمكن أن تكون مصدر وحي واشتقاق لباني الملوية وان الملوية هذه كما قال الأستاذ ( أحمد فكري) في كتابه مساجد القاهرة ومدارسها ( ص١١٨ ) " منارة لم يكن لها نظير ، من قبلِ بنائها، ولا من بعده . من حيث أنها مستديرة القامة ، ومدرجة الطوابق ، وثانياً من حيث أن سلمها لولبي ، وقاعدتها مربعة ".
ومهما كانت النتائج فأن الزقورة والملوية هما بناءان وابتكاران من أبداع المعماري والمهندس الرافديني الذي أتحف العالم بكل ما هو بديع وجميل و ابتكرت يداه اروع الاختراعات واجمل الصناعات وأولها.

نهفات من لغتنا الأم:
...........
بنت الشفة. الكلمة
بنت العين. الدمعة
 بنت العقل الفكرة
 بنت اليمن القهوة
بنت الارض. الحصاة.
 بنت اليم. السفينة
 بنات الفكر. الراي او شعر.
بنات الليل. الاحلام.
بنات النفس الوساوس
بنات البطون الامعاء
بنات الخدور العذارى.
بنات الفلا الماء.
بنات التنانير. ارغفه الخبز.
بنات الصدور الهموم.
 بنات اللهو الاوتار.
بنات عبر. الكذب.
 أبناء:
ابن الليل اللص
 ابن السبيل العابر
 أبن الغبراء الفقير
 ابن الطود الجلمود
ابن الحرب الشجاع.
ابنه بطنه الشره.
 ابن سمير الليل
 ابن الليالي القمر.
 ابن الغمد. السيف
 آباء:
ابو مره. ابليس
 ابو الفنون المسرح
 ابو الصخب. المزمار.
 ابو مصلح الملح.
 ابو الاشبال الاسد.
 ابو الابرد النمر
 ابو جعار. الضبع.
ابو ايوب. الجمل
ابو مزاحم. الفيل
 ابو يقظان الديك.
 ابو الاخطل البغل.
 ام الكتاب: الفاتحة.
 ام القرى :مكة.
 ام الفضائل: العلم.
 ام الرذائل :الجهل
 ام الخبائث: الخمر.
 ام الندامة: العجلة.
 ام الطعام: الحنطة.
 ام قشعم: المنية.
 ام الربيض: الافعى
 ام عريط :العقرب
 ام عوف: الجرادة
أصوات الحيوانات:
الأرنب: ضغيب
الأسد: الزئير
الأفعى والثعبان والحيَّة : فحيح وهو صوتها من فيِّها، والكَشِيش هو صوتها من جلدها
البازي والصقر: الصرصرة
البطة: بطبطة
البقرة: خوار
البعوضة: طنين
البغل: شحيج
البلبل: تغريد/شدو
البومة: نعيق
الثعلب: ضُباح
الدب: قَهْقَاع، وهو صوت ضحك الدب
الدجاجة: نقنقة
الديك: صقاع صياح
الذئب: عواء[14]
الذبابة أزيز
الجرادة: خترشة، وهو صوت أكله
الجمل: رغاء هدير/بخبخة
الخيل: صهيل
الحمار: نهيق
الحمامة: هديل سجع، وهو ترديد صوتها
الخروف: مأمأة
لخنزير: قُبَاع، وهو نخيره
السمان: سوفة
لصرصور: عرير
الصقر: غقغقة قعقعة
لضبع: زمجرة
الضفدع: نقيق
الظبي: نزيب
العجل: خوار
العصفور: زقزقة
العقرب: صئي
العندليب: عندلة
الغراب: نعيق / نعيب
الغزال: سليل
الغنمة: ثغاء
الفأر: صرير
الفيل: نهيم
القرد: ضحك
القط: مواء
القمري: سجع
الكلب: نباح
اللقلق: لقلقة
الماعز: ثغاء
الناقة: رغاء / حنين
النحلة: دوي، وهو صوتهن إذا تجمعن طنين
النسر: صفير
النعامة: زمار
الهدهد: هدهدة
ابناء:
صغيرالفرس: مهر
صغير الأسد يسمى شبل
صغير الضبع : يسمى فرغل
صغير الخنزير يسمى خنوص
صغير الأرنب يسمى خرنق
صغير الفأر يسمى درص
صغير الضب يسمى حسل
صغير الدب يسمى ديسم
صغير الثعلب يسمى هجرس
صغير الكلب يسمى جرو
صغير الذئب يسمى السمع
صغير النعامة يسمى رأل
صغير الكروان يسمى الليل
صغير الفيل يسمى دغفل
صغير الظبي يسمى طلا أو خشف
صغير الضفدع يسمى شرغ
صغير القرد يسمى قشة
صغير الفرس يسمى مهر
صغير الحمار يسمى جحش
صغير البقرة يسمى عجل
صغير الخروف يسمى حمل
صغير الماعز يسمى جدي
صغير النسر يسمى هيثم
صغير العقاب يسمى هيثم
صغير الحمام يسمى جوزل
صغير النمل يسمى ذر
صغير الذباب يسمى خوقع
صغير الجراد يسمى دبى
صغير الغنم يسمى نقد
صغير الجمل يسمى هبع أو حوار
صغير الغزال يسمى خشيش
صغير الحباري يسمى النهار


تسميات أناث الحيوانات
يسمي العرب أنثى الأرنب : أرنبه وخرنقه وعكرسه و دمول.
أنثى الأسد: لبؤه سبعه أم العباس أم كلثوم أم الحارث.
أنثى النمر: خنيمه وكثعم وعسبره و أم فارس.
أنثى الغزال: ظبيه وخنساء وخوله وشادن.
أنثى العقرب: شبوه وشوله و شبدعه وأم غسان.
أنثى الذئب : سرحانه وعسقله وسنداوة.
أنثى البغل: بغله وسفواء.
أنثى الثعلب: ثعاله وأم عويل.
أنثى الحمار: أتان وأم جحش وأم نافع.
أنثى الدب : جهبر وجهيزه.
أنثى الضب :عدمله.
أنثى الفأر :فرنب و قرنب و أم راشد.
أنثى الفهد : كشماء وكشمه.
أنثى القرد : مي وزناءة وقشه.
أنثى الفيل : عيثوم وزندبيل.
أنثى النمل : قسعاء و أم مازن .
الهمزة:
همزة الوصل لا تكتب على الالف.
تكتب همزة القطع.
( ابن، ابنة، امرؤ، امرأة، اثنان، اثنتان ، اسم ) كلها همزة وصل.
الافعال الثلاثي في الأمر..(اخرج)
الافعال التي ماضيها والامر ( خماسي او سداسي) همزة وصل.
همزة القطع:
كل الأسماء ..عدا ما ذكر في الوصل.
الأفعال ثلاثية الماضي ومصادرها ( أعلنَ.. أعلنْ.. إعلان).

لفيف مقرون:
وهو ما اجتمع فيه حرفا علة دون أن يفرق بينهما حرف آخر صحيح . مثل: أوى، شوى، روى، عوى، لوى.
لفيف مفروق:
وهو ما كان فيه حرفا علة غير متجاورين بمعنى أن يفرق بينهما حرف صحيح . مثل: وقى، وعى، وفي، وشى، وأى، وخى، وصَى، ولى، ونى، وهي
الفعل المثال:
ما كان أوله حرف علة ( وعد  ،يئس ،ورم
اذا كان متعدياً حذفت الواو من مضارعه وأمره مثل ( وعد ، يعد ، عُد ) _ (وضع ، يضع ، ضعْ).
الفعل الأجوف:
ما كان حرفه الثاني حرف علة (واو او ياء) .
وهو نوعان الأول ما ينقلب بالإعلال الفاً وهو كثير مثل ( قال _ صام_ باع ).. وهي في الاصل ( قوم ، صوم ، بيع ).
والثاني ما يبقى على حاله وهو قليل مثل ( غَيِد ، عَوِر ).
الفعل الناقص:
وهي كان وأخواتها وإن وأخواتها.

مفهوم الأسرة في القرآن الكريم
لم يتطرق القرآن الكريم في  آياته الى مفردة ( الأسرة) ولم يشر اليها بأي مقاربة لفظية !! بل وأقرب لفظة لهذا المفهوم هي قول الله(( (نَّحۡنُ خَلَقۡنَـٰهُمۡ وَشَدَدۡنَاۤ أَسۡرَهُمۡۖ وَإِذَا شِئۡنَا بَدَّلۡنَاۤ أَمۡثَـٰلَهُمۡ تَبۡدِیلًا) [سورة الإنسان 28] ، ورغم انها ذات مفهوم مختلف عن مفردة الأسرة ( العائلة) الا اننا ذكرناها من باب الذكر فقط..
قد يتبادر الى ذهن القارئ ..كيف استطاع المسلم ان يهتم بالأسرة  وبنائها في حين ان القرآن لم يجعل لهذا المفهوم ما يذكر؟ وهل أهتم بالفرد على حساب الأسرة. .قبل الخوض في غمار هذا الحديث دعونا نتطرق لمفهوم الأسرة لغوياً
مفهوم الأسرة في اللغة:
تدور مادة أسر وما يشتق منها على التحصن والربط والاشتراك والقوة. وعلى هذا قالوا:
- الأسرة: الدرع الحصينة. (المعجم الوسيط/ أسر)
- وقال أبو عبيد: أُسْرَة الرجل: عشيرته الأدنون. (تهذيب اللغة/ أسر).
- وعلل الزبيدي: الرَّهْطُ الأدْنَوْنَ وعَشِيرَتُه لأنَّه يتقوَّى بهم كما قاله الجوهريُّ. أسرة الرجل: قومه الذي يتقوى بهم، من الأسر: القوة. (تاج العروس/ أسر: وجامع الأصول في أحاديث الرسول 3 / 547).
- والأسرة: الجماعة يربطها أمر مشترك. (المعجم الوسيط/ أسر).
- والإِسارُ الْقَيْدُ ويكون حَبْلَ الكِتافِ، ومنه سمي الأَسير، لأَن آخذه يستوثق منه بالإِسار وهو القِدُّ لئلا يُفلِتَ. ثم سُمي كُلُّ أَخِيذٍ أَسِيراً وإن لم يشدّ به. (لسان العرب/ أسر)
- وجاءَ القوم بأَسْرِهم قال أَبو بكر معناه جاؤُوا بجميعهم وخَلْقِهم. (لسان العرب/ أسر).
مم تتكون الأسرة:

تتكوَّن الأسرةُ في الإسلام من الزوج والزوجة والأبناء ؛ وهذا المفهوم يتنافى مع دعاة المثيلية الجنسية والدعوات اللامنطقية لتكوين أسرة من غير هذا النسيج او من المثيلي الجنس ومن الزنا والحرام ، وبالتأكيد فأن أهم مقومات تكوين الأسرة هو:

الزواج:
أولًا: اشار القرآن الى اهمية التزاوج و الاختلاط بالجنس الأخر والسعي للبحث عنه ، لأن ذلك الزوج هو بضعة من النفس وبعد ذلك يأتي تكوين الأسرة وهي اللَّبِنة الأولى والخليَّة الأولى، قال الله سبحانه: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ﴾ [النحل: 72].فنرى ان الترتيب كان متلاحقا: النفس ثم زوجها ثم بنين وحفدة . وهو ترتيب منطقي وعلمي جميل.

ثانيًا: أكَّد القرآن على وحدة البناء الاجتماعي، وهنا تطرق الى ان الزوجين هما محور هذا البِناء، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13]. وفي هذا ذكر صريح لمفهوم الشعوب والقبيلة وهو مفهوم المجتمع ولكن قبل ذلك اشار الى التنوع الجنسي ( الذكر والأنثى) الذان يتكون منهما الشعوب والقبائل وهنا دليل على اهمية الزوجة في ذلك.

ثالثًا: أوضح الإسلام أن الإيمان لا يتجسَّد إلا على أرضٍ يعرف أهلُها كيف يتكاثرون، ولا يتعارضون مع الفطرة البشرية، لا بالزنا ولا بالشذوذ الجنسي، قال تعالى:﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]، وفي هذه الآية ذكر صريح لمفهوم السكنى والزوج والراحة الزوجية وقد تنوع المفسرون في ذكر تفسير هذه الآية، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].وهنا ورد ذكر (الأهل) وهي مفردة لفظية تستخدم للمقرب من العائلة وذكر البعض انها خاصة بالزوجة. و نحن لا نريد التطرق لكل الأراء الفقهية والتفاسير لأننا سنحتاج لبحوث.

رابعا: ًالزوجية سُنة من سنن الله في الخلق والتكوين، وهي عامة مطَّردة لا يشذُّ عنها عالَم الإنسان، أو عالم الحيوان، أو عالم النبات، ﴿ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [الذاريات: 49]، ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يس: 36]. وهنا اشارة واضحة لمفهوم الترابط بين الذكر والأنثى، اذ لا تستقيم الحياة ولا تستمر الا بوجودهما ودائما يشير القرآن الى تبعيض الزوج من النفس وفي ذلك اسهاب كبير في علم الفسلجة والتشريح والوراثة، بينما يذهب المفسرون الى كون الزوجة هي جزء من ( صفات الزوج) ويذهب آخرون الى قول انها من نفسه اي جزء من روحه . وغيره الكثير من التفسير.

خامسًا: هي الأسلوب الذي اختاره الله للتوالد والتكاثر واستمرار الحياة، بعد أن أعدَّ كِلَا الزوجينِ، وهيَّأهما بحيث يقوم كل منهما بدور إيجابي في تحقيق هذه الغاية: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

سادساً: لم يشَأ الله سبحانه أن يجعلَ الإنسان كغيره من العوالِم، فيَدَع غرائزه تنطلق دون وعي، ويترك اتصال الذكر بالأنثى فوضى لا ضابط له، بل وضع النظام الملائم لسيادته، والذي من شأنه أن يحفظ شرفه ويصون كرامته، فجعل اتِّصال الرجل بالمرأة كريمًا مبنيًّا على رضاهما، وعلى إيجابٍ وقَبول كمَظهرينِ لهذا الرضا، وعلى إشهادٍ، على أن كلًّا منهما قد أصبح للآخر((وَلَا جُنَاحَ عَلَیۡكُمۡ فِیمَا عَرَّضۡتُم بِهِۦ مِنۡ خِطۡبَةِ ٱلنِّسَاۤءِ أَوۡ أَكۡنَنتُمۡ فِیۤ أَنفُسِكُمۡۚ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ سَتَذۡكُرُونَهُنَّ وَلَـٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّاۤ أَن تَقُولُوا۟ قَوۡلࣰا مَّعۡرُوفࣰاۚ وَلَا تَعۡزِمُوا۟ عُقۡدَةَ ٱلنِّكَاحِ حَتَّىٰ یَبۡلُغَ ٱلۡكِتَـٰبُ أَجَلَهُۥۚ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ یَعۡلَمُ مَا فِیۤ أَنفُسِكُمۡ فَٱحۡذَرُوهُۚ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِیمࣱ) [سورة البقرة 235] وجعل شرط الزواج ان يبلغ الامر وقته ورفض المواعدة السرية او المواعيد الغرامية لانها تفسد الروح والنفس .
 سابعاً:و بذلك أشباع الغريزة بالطريق السليم، وحفِظ النسل عن الضياع، وصان المرأة عن أن تكون كلأً مباحاً لكل لاهٍ مفسدٍ. (وَمَن لَّمۡ یَسۡتَطِعۡ مِنكُمۡ طَوۡلًا أَن یَنكِحَ ٱلۡمُحۡصَنَـٰتِ ٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِ فَمِن مَّا مَلَكَتۡ أَیۡمَـٰنُكُم مِّن فَتَیَـٰتِكُمُ ٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِۚ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِإِیمَـٰنِكُمۚ بَعۡضُكُم مِّنۢ بَعۡضࣲۚ فَٱنكِحُوهُنَّ بِإِذۡنِ أَهۡلِهِنَّ وَءَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِ مُحۡصَنَـٰتٍ غَیۡرَ مُسَـٰفِحَـٰتࣲ وَلَا مُتَّخِذَ ٰ⁠تِ أَخۡدَانࣲۚ فَإِذَاۤ أُحۡصِنَّ فَإِنۡ أَتَیۡنَ بِفَـٰحِشَةࣲ فَعَلَیۡهِنَّ نِصۡفُ مَا عَلَى ٱلۡمُحۡصَنَـٰتِ مِنَ ٱلۡعَذَابِۚ ذَ ٰ⁠لِكَ لِمَنۡ خَشِیَ ٱلۡعَنَتَ مِنكُمۡۚ وَأَن تَصۡبِرُوا۟ خَیۡرࣱ لَّكُمۡۗ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ)
[سورة النساء 25].وهنا افهم الذين لا يستطيعون طلب النساء الاحرار المؤمنات ( قبل انهاء ملك اليمين) وذلك لغلاة مهورهن .. من حقك ان تتزوج من ملك يمينك من الفتيات المؤمنات اي الجواري او العاملات وجعل شرط الزواج موافقة الأهل وكذلك دفع الأجر والمهر .
 ثامناً:  أحاط الإسلام الأسرةَ بسياجٍ من الأخلاق، ووضع العقوباتِ المناسبة لمن تُسوِّل له نفسه المساس بهذه الأخلاق الإسلامية؛ فحرَّم الاختلاط ونهَى عن أسبابه، وحرم الزنا، والقذف، واللواط والسحاق، وجميع الأسباب المؤدِّية لذلك، والنصوص القرآنية واضحة في تشديد العقوبة للمحافظة على بناء الأسرة(( (وَلَا تَقۡرَبُوا۟ ٱلزِّنَىٰۤۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَـٰحِشَةࣰ وَسَاۤءَ سَبِیلࣰا) [سورة الإسراء 32]وغيرها كثير من الآيات.
تاسعًا: وضع الإسلام نواةَ الأسرة التي تحوطها غريزةُ الأمومة، وترعاها عاطفة الأبوَّة، فتنبت نباتًا حسنًا، وتثمر ثمارها اليانعة، وهذا النظام هو النظام الذي ارتضاه الله، وأبقى عليه الإسلامُ، وهدم كل ما عداه. (۞ وَٱلۡوَ ٰ⁠لِدَ ٰ⁠تُ یُرۡضِعۡنَ أَوۡلَـٰدَهُنَّ حَوۡلَیۡنِ كَامِلَیۡنِۖ لِمَنۡ أَرَادَ أَن یُتِمَّ ٱلرَّضَاعَةَۚ وَعَلَى ٱلۡمَوۡلُودِ لَهُۥ رِزۡقُهُنَّ وَكِسۡوَتُهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ لَا تُكَلَّفُ نَفۡسٌ إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَا تُضَاۤرَّ وَ ٰ⁠لِدَةُۢ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوۡلُودࣱ لَّهُۥ بِوَلَدِهِۦۚ )الى نهاية الآية..[سورة البقرة 233] .  وبالتاكيد فان اعتناء الام بابنها من اهم مقومات الاسرة وطرق انبات الذرية الصالحة والتي تنبت على نبات الحنان والعطف.
عاشرًا: رغَّب الإسلام في الزواج، وجعله من سنن الأنبياء والمرسلين، ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ﴾ [الرعد: 38]، وفي حديث الترمذي عن أبي أيوب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أربعٌ مِن سنن المرسلين: الحنَّاء، والتعطُّر، والسواك، والنكاح)).

وجعله سبيلًا للغنى يمدُّ طالبَه بالقوة التي تجعله قادرًا على التغلب على أسباب الفقر؛ ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النور: 32]، وفي حديث الترمذي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثةٌ حقٌّ على الله عونُهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتِب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف))؛ حديث حسن.

وروى مسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الدنيا متاعٌ، وخيرُ متاعِها الزوجة الصالحة))، فالزوجة الصالحة فيضٌ من السعادة يغمر البيت، ويملؤه سرورًا وبهجة وإشراقًا؛ فعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيرًا من زوجة صالحة، إنْ أمرها أطاعَتْه، وإن نظر إليها سرَّته، وإن أقسم عليها أبرَّته، وإن غاب عنها نصحَتْه في نفسها وماله))؛ ابن ماجه.

وعن سعد بن أبي وقَّاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مِن سعادة ابن آدم ثلاثة، ومن شقاوة ابن آدم ثلاثة؛ مِن سعادة ابن آدم: المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح، ومن شقاوة ابن آدم: المرأة السوء، والمسكن السوء، والمركب السوء))؛ أحمد بسند صحيح، والبزار، والحاكم.

حادي عشر: الزواج عبادة يستكمل الإنسان بها نصف دينه، ويلقى بها ربَّه على أحسن حال من الطُّهر والنقاء؛ فعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن رزقه الله امرأةً صالحة، فقد أعانه على شطر دينِه، فليتَّقِ الله في الشطر الباقي))؛ رواه الطبراني والحاكم.

قال ابن مسعود: "لو لم يبقَ مِن أجَلي إلا عشرة أيام، وأعلم أني أموت في آخرها، ولي طَوْلُ النكاح فيهن، لتزوجت مخافةَ الفتنة".
والإمام أحمد تزوَّج في اليوم التالي لوفاة أمِّ ولده عبدالله، وقال: "أنا أكره أن أبيت عَزَبًا"، وما ذاك إلا لأنه يرى أن النكاح سُنة ماضية، وخُلُق من أخلاق الأنبياء.

ثاني عشر: النهيُ عن التبتُّل للقادر على الزواج؛ فعن ابن عباس أن رجلًا شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العزوبة، فقال: ألا أختصي؟ فقال: ((ليس منا من خصي أو اختصى))؛ الطبراني.
وقال سعد بن أبي وقاص: ردَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون التبتُّل، ولو أذِن له لأختَصَينا؛ البخاري.

قال الطبري: "التبتل الذي أراده عثمان بن مظعون تحريمُ النساء والطِّيب، وكل ما يتلذَّذ به، فلهذا أُنزِل في حقه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [المائدة: 87]".

ثالث عشر: الإعراض عن الزواج لا يمنع منه إلا عجزٌ أو فجور؛ كما قال عمر رضي الله عنه، وإن الرهبانية ليست من الإسلام في شيء، والإعراض عن الزواج يُفوِّت على الإنسان كثيرًا من المنافع والمزايا.

وكثير من الأسر خرَجَت عن سماحة الإسلام، وعقَّدوا الزواج، فخَلَقوا أزمةً تعرَّض بسببها الرجال والنساء لآلامِ العزوبة وتباريحها، والاستجابة إلى العَلاقات الطائشة، والصلات الخليعة.

فالتغالي في المهور، وكثرة النفقات، وتبذُّل المرأة، وخروجها بهذه الصورة المثيرة - ألقى الريبةَ والشك في سلوكها، وجعل الرجل حذرًا في اختيار شريكة حياته، بل إن بعض الناس أضرَبَ عن الزواج؛ إذ لم يجد المرأة التي تصلح في نظرِه للقيام بأعباء الحياة الزوجية.

ولا بد من العودة إلى تعاليم الإسلام فيما يتصل بتربية المرأة، وتنشئتها على الفضيلة والعفاف والاحتشام، وترك التغالي في المهر وتكاليف الزواج.

رابع عشر: أكَّد الإسلام على أن للأسرة حقوقًا وواجبات لجميع أفرادها، حقوقًا للزوج على زوجته، وللزوجة على زوجها، والأبناء على الآباء، والآباء على الأبناء، قال تعالى: ﴿وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴾ [النساء: 21]، وقال تعالى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19]، وقال عز وجل: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 34].

خامس عشر: العَلاقات الزوجية في الإسلام قائمة على الاحترام المتبادَل، وعلى السرية، والصون من ألسنة العابثين، قال تعالى: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ﴾ [النساء: 35].

سادس عشر: أكد الإسلام على حقوق الأبناء من الرعاية والعناية من قبلِ الزواج إلى ما بعد الزواج إلى الولادة، إلى أن يخرج هذا الوليد إلى المجتمع، إلى أن يكتفي بنفسه عبر الأسس الآتية:
أ‌- اختيار الزوجة الصالحة.
ب‌- الاقتداء بالسنة النبوية في آداب الجِماع.
ت‌- الاقتداء بالسنة النبوية عند الولادة من التسمية، والآذان، والعقيقة.
ث‌- اختيار المربِّية الصالحة.
ج‌- التسوية بين الأبناء في العطية، وحديث النعمان بن بشير يوضح ذلك.
ح‌- التربية الصالحة تبدأ بتعلم القرآن، والتفرقة في المضاجع، وأمرهم بالصلاة...، إلخ.
خ‌- الصحبة الصالحة في المدرسة والشارع والحي، عن طريق المراقبة.

 توصيات:
1- تقديم الإعلام الصالح ونَبْذ الفاسد منه.
2- الابتعاد عن بيوت الفساد.
3- مجانبة النوادي الليلية.
4- إحياء العادات الاجتماعية التي تحث على الشرف والفضيلة والدفاع عن العِرض.
5- توضيح مثالب المؤتمرات النسائية التي تغضُّ من مكانة الأسرة.
6- نشر الوعي الإسلامي في تقليل المهور، وجمع التبرعات من أهل الخير؛ للمساعدة في القضاء على العزوبة والعنوسة.
7- الحث على الزواج المبكِّر.
8- نشر الوعي في عدم الإكثار مِن البهرجة الزائفة والنفقات التي لا داعي لها.
9- معالجة مشاكل الأسرة.
10- تربية الأبناء على منهج الأنبياء.

العنوسة:
العانس: يطلق على الرجل والمرأة الذي لم يتزوَّج ويبقى زمانًا بعد أن يبلُغَ.
والتعنس: إما أن يلجؤوا اليه إجبارًا، بحكم الظروف، وإما اختيارًا من الجنسين.
نتائجه: ضارة في كلتا الحالتين.
تدفع إلى:
1- السقوط الأخلاقي.
2- هدم البناء الاجتماعي.
والسبب: أن ذلك ضد الفطرة الإلهية، فالله سبحانه يقول: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾ [آل عمران: 14].
وتبدأ الحياة الاجتماعية بالعَلاقة الثابتة الدائمة بين الرجل والمرأة، وهذا أساس التمدُّن والحضارة، وبالزواج تُغلَق الأبواب الأخرى؛ فالعنوسة تخلُّ بمقصود الشارع، ومصالحِ الخلق الفردية والاجتماعية.

ومن أسبابها:
1- العامل الاقتصادي:
أ - المغالاة في المهور.
ب - الفقر وقلة الدخل.
ج - البطالة التي تواجه المقبِلين على الزواج.
2- الانحراف السلوكي في أوساط الشباب ذكورًا وإناثًا؛ بسبب الاختلاط بين الجنسين، وعناصر الإثارة الأخرى.
3- ضعف الوعي بأهمية الزواج، وضعف التوعية الدينية عند الجميع.
4- افتراض صفاتٍ مثالية في الخاطب والمخطوبة.
5- التعليم ورفع المستوى الثقافي أو انعدامه، ووجود فئة من الناس راغبة في إكمال الدراسة الجامعية - يسهم في تأخير سن الزواج عند هذه الفئة لأسباب مادية أو نفسية.

معالجة الشريعة للعنوسة:
يمكن إرجاع الإجراءات الشرعية إلى نوعين:
أ - النوع الوقائي: ويتمثل في:
1- محاربة الفاحشة بكل صورها وأشكالها؛ كالزنا، واللواط، والسحاق، وهذه من أخطر الفواحش على المجتمع؛ ﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي... ﴾ [النور: 2]، ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ﴾ [الإسراء: 32]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((يا أمَّةَ محمد، ما أحدٌ أغير من الله أن يرى عبده أو أَمَتَه تزني))؛ البخاري.

2- كما حرَّم الزنا حرَّم ذرائعه، وأغلق الأبواب المُفضِية إليه.
أ - منع الاختلاط بين الجنسين.
ب- ألزم بغضِّ البصر.
ج- ألزم المرأة الحشمةَ في لباسها.
د- منع الخلوة بين المرأة والرجل الأجنبي.

3- كما منع الفاحشة منع أشاعتها عن طريق الأفلام، والتمثيليات، والصور المثيرة للغرائز، فالآثار التدميرية للبِنْية الأخلاقية عند الأفراد ذكورًا وإناثًا تَحدُثُ عبر وسائل الإعلام المختلفة؛ كالسينما والتلفاز والإنترنت، والهواتف الذكية والغبية، وكلها تدفع الشباب إلى تفريغِ طاقته الجنسية بالطرق غير المشروعة؛ كالزنا واللواط، والاستمناء والسحاق، وغير ذلك، مما يؤثر سلبًا على الزواج، ويدفع إلى تأخيره عند فئة لم تَعُدْ قليلة في الناس.

ب - الوسائل العلاجية: وتتمثل في الآتي:
1- ركَّز الإسلام على معيار الدين في اختيار الأزواج، وهو عمل الصالحات والعفَّة عن المحرَّمات.
2- تيسير الطرق للجمع بين الراغبين في الزواج؛ لأن الشاب قد لا يهتدي إلى الفتاة المناسبة:
(أ‌) فشعيب قال لموسى: ﴿ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ ﴾ [القصص: 27]، وعرض عمرُ رضي الله عنه ابنتَه على أبي بكر وعثمان.

(ب) وشرع للمرأةِ أن تَعرِض نفسها على الكفء من ذوي الدين والخلق؛ تصريحًا أو تلميحًا.

(ج) دخول الوسيط بين الرجل وأولياء المرأة أو المرأة نفسها، فيدل الرجل على المرأة، ويقرب بينهما، أو العكس، وقد استحبَّ الفقهاء ذلك، قال علقمة: كنت أمشي مع عبدالله بن مسعود بمِنًى، فلقيه عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقام معه يحدثه، فقال له عثمان: أيا عبدالرحمن، ألا أزوِّجك جارية شابة؛ لعلها أن تذكرك ما مضى من زمانك؟ فقال عبدالله: أما لئن قلت ذلك، لقد قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر الشباب، مَن استطاع منكم الباءة فليتزوَّج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وِجَاء))؛ رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: ((مِن أفضل الشفاعة أن يشفع بين اثنين في النكاح))؛ ابن ماجه.

3- جعل الإسلامُ الخِطبةَ طريقًا لتأليف القلوب، وشرع الوكالةَ فيها، وجعل القَبول أو الرفض أمرًا مقبولًا، فالبكر تُستأذَن، والثيِّب يُطلَب تصريحُها بالقَبول أو الرفض، كما شرع الإسلام استشارةَ الأم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((آمِروا النساء في بناتهن))؛ البيهقي.

4- جعل الإسلام عقد الزواج ميسَّرًا، ﴿ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ ﴾ [البقرة: 232].

5- تيسير سبل الزواج باستحباب تيسير المهور، ((أقلهن مهورًا أكثرهن بركة)).

حياة السلف في النفقات:
1- الوليمة الميسَّرة، تزوَّج عبدالرحمن بن عوف امرأة، فقال: يا رسول الله، تزوَّجت امرأة، فقال صلى الله عليه وسلم: ((ما أصدَقتَها؟))، قال: نواة من ذهب، فقال: ((بارك الله لك، أَوْلِمْ ولو بشاةٍ)).

2- الجهاز المعتدل: جهَّز رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنتَه فاطمة بجهاز بسيط، وقد يقومُ الزوج بهذا الجهاز، فقد جهَّز النبي صلى الله عليه وسلم زوجاته.
ومن ذلك قصة سعيد بن المسيب وتزويج ابنته، والمقصود تيسير أمر الزواج بأقل النفقات.

العوامل الاجتماعية لتأخير سن الزواج:
1- المستوى المجتمعي: السلوك الاجتماعي هو حصيلة تفاعل الفرد مع بيئته، وهي تؤثر بأشكال منظورة وغير منظورة في سلوك الفرد الاجتماعي، ومنه الزواج، إقدامًا، أو تأخيرًا، أو امتناعًا، وفيما يأتي بعض هذه العوامل:
(أ) القيم والأعراف السائدة: فقد تنتشر أفكارٌ تُحبِّذ تأخير الزواج، أو تُشكِّك في جدواه، أو تُقلِّل من قيمته.

(ب) الأحوال الاقتصادية: إن نسبة كبيرة من التعنس سببها الأحوال الاقتصادية السيئة.

(ج) التعليم ودورات الحياة وتدرجها: فهناك أعرافٌ تنادي بأن الزواج يأتي بعد إتمام العلم الجامعي على الأقل، والتمكن من الوظيفة، وهذا يعني تأخيرًا كبيرًا للزواج، ربما ينتهي إلى نهاية عمر الشباب المبكر والأوسط.

(د) دعوى النضج الاجتماعي وتشجيع تأخير الزواج، وهو أمرٌ غير منضبط، يصعب حصره، لكن ثمرته تأخير دون داعٍ.

(هـ) عادات اجتماعية وسلوكية سلبية مرتبطة بالزواج؛ مثل:
• التكلفة المبالَغ فيها والمهور المرتفعة.
• عادات الذَّهَب والملابس والطقوس... إلخ.
• عدم الزواج إلا من فئة معينة؛ مثل الأقارب، أو أهل البلد، أو العشيرة.

2- المستوى الأُسري: ويتمثل في:
(أ) الزواج الداخلي: وهو اشتراط الأُسَر أن يتم الزواج من أسرٍ قريبة، رغم أن ذلك لا يعبر عن تطلعات الأبناء الراغبين في الزواج خارج ذلك الإطار.

(ب) الزواج بالترقيم: بعض الأسر يوجدُ بها عددٌ من الفتيات، وبأعمار ومستويات مختلفة، وفي العادة ألا تُزوَّج الصغرى قبل الكبرى، وهذا سلوك ربما يؤدي إلى العنوسة، وهذه الالتزامات لا مبرِّرَ لها، فقد تدفع بالخاطب إلى أن ينتظر مدة طويلة، أو يُقلِع عما يريد.

(ج) النموذج الوالدي: إذا لم يسنده الوفاق والود، فيكون التأثير سلبيًّا، فيدفع بالأبناء إلى العزوف عن الزواج؛ لأن عوامل نجاحه غير متوفرة.

(د) الاشتراطات وسلامة العَلاقات الاجتماعية؛ مثل: الاشتراط بالافتراق عن أسرة الزوج، أو أن يعود جزءٌ من راتب الفتاة إلى أهلها، أو صد الخاطبين لسوء التعامل من قِبَل أهل الفتاة، أو قدوم الخاطبين فيه مساسٌ بسيادتهم وأَنَفتهم، فهذا الصدود تحرِمُ الفتيات من فرصة الزواج، لأمور اعتباطية شكلية.

3- مستوى الأفراد: هناك تصوُّرات من الذكور والإناث فيما يتعلق بخياراتهم وقراراتهم المتعلقة بالخطبة والزواج.
(أ) أنماط الزواج العامة والخاصة بكل من الجنسين:
يميل الذكور في خياراتهم الزوجية نحو الأدنى في العمر والمستوى التعليمي والاجتماعي والاقتصادي، مقابل الجمال أو القربى الاجتماعية.

وتتَّجِه خيارات الإناث نحو الأعلى تعليمًا واقتصادًا أو عمرًا، وهذا يكون سببًا في تعنس الفتيات ذوات التعليم العالي؛ لندرة القاصدين للزواج بعد هذه السن.

(ب) التوقعات وأنماط الاختيار للصور المثالية عند الراغبين في الزواج تُضيِّع عليهما فرصة الزواج؛ لانتظار تطلعات كلٍّ منهما، فيكون ذلك سببًا من أسباب العنوسة.

(ج) أنماط التضحية ودور كل مِن الجنسين في إعالة الأبوين أو أحدهما أو الإخوة أو الأخوات، ويكون سببًا من أسباب العنوسة؛ لعدم الإقدام على الزواج.

اقتراحات للحل:
1- على المستوى المجتمعي:
(أ) نشر ثقافة العفَّة، وقيم الحصانة، ورفع شأن الزواج وتشجيعه.

(ب) عدم اعتبار الزواج مرحلةً عمرية تتبع التعليم أو العمل؛ لأن هناك آثارًا صحية ونفسية واجتماعية سلبيةً لعدم الزواج أو تأخيره، فالزواج الناجح مفيد للصحة، ومِن موجبات العافية والسعادة.

(ج) تحسين الأحوال الاقتصادية، وتيسير العمل، وتيسير عمل المتزوجين.
(د) التَّوعية بأهمية الزواج، وتحديد عوامل نجاحه، ومعاني الكفاءة الاجتماعية.
(هـ) عدم المقابلة بين محاولات خفض الخصوبة وتأخير الزواج.

2- على المستوى الأسري:
(أ) مساعدة الأبناء أو الأقارب على الزواج.
(ب) عدم ربط زواج البنات بالأسبقية العُمرية، أو أية عوامل ثانوية.
(ج) الانفتاح بين الأُسَر والعائلات، وعدم حصر الزواج داخل دائرة القرابة الضيقة.

3- على مستوى الأفراد:
(أ) التوعية بشأن الزواج ومعايير الاختيار، وعدم انخداع الفتيات بأمور ثانوية في أنفسهم.
(ب) عدم تحميل البنات عبء المشاكل الأسرية المستعصية، أو التضحية بهن لصالح أحد.
(ج) إعطاء الفتيات والفتيان حقوقهم الفكرية بالرأي والمشورة، وكذلك حقوقهم المادية بلا نقصان.
(د) أن يُقدِم الشباب على الزواج من فتيات متعلِّمات أو مقاربات لهم في التعليم والعمر، وعدم الركون أو الخضوع لقصورات أو أوهام لا سند لها.

الأسباب النفسية للعنوسة:
أولًا: الشخصية التمامية: وهي لا ترضى إلا بالكامل التام، فتبحث عن المثالية من النوعين، وهي شخصية قلقة لا يعجبها شيء، فيفوتها الزمن، ذكرًا أم أنثى.

ثانيًا: الشخصية النرجسية: وهي شخصيةٌ مغرورة تعشق ذاتها، وتبحث عن شخصية لافتةٍ تُشبِع غرورها المتميز، وحتى تأتي تلك الشخصية متمثِّلة في أحد العروسين، تبقى العنوسة رفيقة الدرب.

ثالثًا: الشخصية الانطوائية: وهي مغلَقة متعتُها في توحُّدها، والمشاركةُ الوجدانية والعاطفية والجسدية أمرٌ ثانوي لا ضرورة له.

رابعًا: الشخصية التجنُّبية "الخجول": تحب الاختلاط والمشاركة، ولكنها لا تقدر عليها بسبب الخجل، وهي تَحُول بين الرجل - بشكل خاص - والزواج، والمرأة ليست كذلك.

خامسًا: رهبة الزواج: وهو خوف الرجل من الفشل الذي يصيبه في رجولته، وكذلك رهبة المرأة من الرجل عند الزواج.

سادسًا: البول اللاإرادي: يحدث عند بعض الأشخاص أثناء المرحلة العميقة من النوم، فيؤدي ذلك إلى الامتناع عن الزواج.

سابعًا: النقص السلبي: فتاة ترى والدها يضرِبُ أمَّها ويعذِّبها، فتتقمص الفتاة بشكل لاشعوري شخصيةَ والدتها، وترى نفسها زوجةً معذَّبة فاشلة، فترفض أساسًا تجرِبة الزواج.

ثامنًا: الاكتئاب: وهو يؤدِّي إلى الإحباط واليأس وانعدام الأمل، فيرى الزواج مسؤولية لا يستطيعها حتى لا يُعذِّب أطفاله وشريكة حياته، ويكون سببًا في العنوسة مدة طويلة.

الآثار النفسية:
1- الزواج يؤدي إلى الاستقرار النفسي والاجتماعي والعقلي والعاطفي والغريزي.

2- الزواج يؤدي إلى نضوج الشخصية، وتحقيق الذات، وممارسة الملكات، وثقةٍ في القدرات، وشعور بالمسؤولية والاستمرارية، وتمتُّع بثمار الحياة من البنين والبنات الذين لا يأتون إلا بالزواج.

3- العنوسة مَدْعاة للقلق على المستقبل، والإحساس بالوحدة والعزلة، وانعدام الظهير والمساند.

4- العنوسة تُفرِز الفطرة السلبية للمجتمع، وتؤدي إلى عدم الثقة بالنفس والحياة، وهذا مهيِّئ للاكتئاب عند النساء، وخاصة المتوحدة.

5- الإنسان المتوحد أكثر عرضة للإدمان والانتحار أو محاولته، وللهستريا، وللانحرافات الجنسية؛ عن طريق الاستمناء، أو التلصص الجنسي، أو الجنسية المثلية، أو التمتع بأشياء الجنس الآخر، أو الجنسية من خلال الأجهزة السمعية أو البصرية، أو الجنسية الاستعراضية، أو سواها من شذوذٍ وانحراف، والذي يؤدي إلى شعور بالقلق على السمعة والصحة والمصير الأخروي.

6- التوحد يؤدي إلى تفاقم المرض النفسي، وبخاصة في مرض الفصام العقلي.

7- المتوحدات من النساء أكثر عرضةً بإصابة توهُّم الحب، وهو مرض عقلي، تعتقد فيه المرأة أنها محبوبةٌ من رجل ذي منصب وجاه، وأنه سيتزوَّجها، وتعيش من خلال هذا الوهم مفصولةً من الواقع بعيدةً عنه، وتتصرف بِناءً عليه تصرفاتٍ قد تؤدي إلى المشاكل العائلية والاجتماعية.

هذه بعض مشاكل العنوسة وحلولها، سائلين المولى سبحانه أن يحفظ أبناء وبنات المسلمين من كل شذوذ وانحراف، ويهديهم إليه صراطًا مستقيمًا.